اختار أحمد المديني للمرة الثالثة خوض مغامرة تدوين تجربة أسفاره ،فبعد الرحلة الحجية وأيام برازيلية وأخرى من يباب ، صدر للكاتب ضمن منشورات دبي الثقافية( عدد أكتوبر2014) كتاب جديد يحمل عنوان " الرحلة المغربية إلى بلاد الأرجنتين وتشيلي البهية( 136ص).. وفيه يعيد أحمد المديني اكتشاف العالم والاستمتاع به إنسانا وكاتبا ورحالة .
ومما يقوله في التوطئة : "آمل أيها القارئ الكريم أن ترافقك صفحات [هذا المصنّف]بلطف وتفتح أمامك أفقا يقوي رابطتك بالوجود ، ويعمق معرفتك بالعالم ، حيث يضع الإنسان بَصمته على كل شيء ، ويصبح المكان صنوا له ، ومظهرا آخر على عبقرية الخالق وقدرة الخلوق ، يشيد في كل مرة حضارة ، بها تتعدد الحضارات وتغتني الثقافات ، وتكتسب وتعرف أكثر بتجوال الآفاق ، وهذا بعض طموح الكتاب ، إلى جانب سعي مؤلفه الباحث عن صبوة روحية في الترحال ، قرينة بالمتعة والفائدة ، وبفضول دائم للاطلاع .
ثم يقول في نهاية الكتاب : ولقد توخيتُ في هذا التدوين أن يأتي شموليا ما أمكن ، في التعريف والوصف والتمثيل ، لزيارة قلت إنها دامت شهرا للأرجنتين وتشيلي . وإني لمدرك تقصيري ولا أدعي إحاطة ولا تبليغا تامّين ، فهو محال ، لأن كل رحالة ، إذا ما جلس للتدوين إنما ينقل ما رآه ، ما أحبّ أن يراه ويغفل عن سواه ، وما تميل إليه نفس ويجنح إليه ذوقه وهواه . لذلك نعتبر كتابة الرحلة حتى وهي تعتمد التحقيق والنقل المحقق والسرد ، والرصد المعاين ، سفرا أدبيا لوجود نسغه في ذات الكتابة المتفاعلة حتما مع الواقع .